القرنية المخروطية: الأسباب، المخاطر، والوقاية
القرنية المخروطية هي حالة تتدهور فيها قرنية العين تدريجيًا، حيث تترقق وتتحول من شكلها الكروي الطبيعي إلى شكل مخروطي. هذا التغير يؤدي إلى تشوش الرؤية ومشاكل انكسارية متزايدة. لا يوجد سبب واحد ومباشر للحالة، بل هي نتيجة تفاعل معقد بين عوامل وراثية ومؤثرات بيئية وسلوكية.
بقلم: د. ناصر السبعاني – استشاري طب وجراحة العيون
القرنية المخروطية هي اضطراب تدريجي يصيب قرنية العين، فتفقد شكلها الكروي المنتظم وتصبح أكثر رقة وتميل إلى التكوّن بشكل مخروطي. هذا التغير يؤثر على انكسار الضوء داخل العين، مما يسبب تشوشًا في الرؤية وصعوبة في التركيز البصري. وتُعدّ الحالة ناتجة عن تداخل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية والعادات السلوكية، دون وجود سبب محدد وواضح حتى الآن.
الأسباب وعوامل الخطورة:
تتعدد العوامل التي تساهم في ظهور وتطور القرنية المخروطية، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمالية الإصابة، حيث تؤثر الجينات على قوة بنية الكولاجين في القرنية.
- فرك العين المزمن : يعتبر من أخطر السلوكيات، حيث أن الضغط الميكانيكي المتكرر على العين يسرّع من ترقق القرنية وتشوهها.
- الحساسية المزمنة والأمراض المرتبطة بها
- التهاب الملتحمة التحسسي أو مايسمى بالرمد الربيعي تسبب حكة مزمنة تدفع المريض إلى فرك عينيه باستمرار.
تبدأ معظم الحالات في الظهور خلال فترة المراهقة وبداية العشرينات، وهي فترة تتزامن فيها القابلية الوراثية مع ذروة نشاط الحساسية والتغيرات الهرمونية.
الوقاية والتشخيص المبكر:
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للسبب الجذري، يمكن اتخاذ خطوات هامة للوقاية من تفاقم الحالة وتقليل المخاطر:
- الامتناع التام عن فرك العين: هذا هو الإجراء الوقائي الأهم. يجب معالجة أي حكة أو حساسية باستخدام الأدوية الموصوفة.
- الحماية من البيئة: ارتداء نظارات شمسية للحماية من الأشعة فوق البنفسجية وتجنب المهيجات البيئية.
- الفحوصات الدورية: إجراء فحوصات منتظمة للعين، مثل خرائط القرنية (Topography)، يساعد في الكشف المبكر عن أي تغيرات واتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة قبل تفاقم الحالة.
الخلاصة:
باختصار، القرنية المخروطية هي حالة متعددة الأسباب، يلعب فيها الاستعداد الوراثي دورًا أساسيًا، لكن سلوكيات مثل فرك العين والحساسية المزمنة تساهم بشكل كبير في تحفيزها وتفاقمها. الوعي بهذه العوامل والالتزام بالإجراءات الوقائية يمثل خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة القرنية والبص
مقال الطبي بقلم الدكتور ناصر السبعاني
استشاري طب وجراحة العيون – أبها، السعودية
